العنصرية تلطخ نهائي اليورو- إهانات وإدانات بعد خسارة إنجلترا
المؤلف: صالح الحربي (جدة) okaz_sports@10.24.2025

في أعقاب الهزيمة المرة التي تلقتها إنجلترا أمام إيطاليا في نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم على أرض ملعب «ويمبلي» بلندن، انهالت موجة من الإهانات العنصرية البغيضة على اللاعبين ماركوس راشفورد، وجايدون سانشو، وبوكايو ساكا، وذلك بسبب إخفاقهم في تسجيل ركلات الترجيح الحاسمة.
بعد مباراة عصيبة انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي، تمكن المنتخب الإيطالي من حسم اللقب الأوروبي الثمين عبر ركلات الترجيح بنتيجة 3/2، ليحرم بذلك الإنجليز من فرصة التتويج بلقب طال انتظاره منذ فوزهم بكأس العالم عام 1966، حينما تغلبوا على ألمانيا الغربية بنتيجة 2/4 في نفس الملعب العريق «ويمبلي».
أعلنت شرطة العاصمة البريطانية عن اعتقالها لـ 49 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 19 شرطيًا في لندن خلال العمليات الأمنية المتعلقة بالمباراة النهائية. وأوضحت شرطة لندن أنه في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، وصل إجمالي عدد المعتقلين إلى 49 شخصًا، وذلك خلال العمليات التي قامت بها الشرطة للسيطرة على الأحداث المصاحبة لمباراة كرة القدم، والتي شملت «جرائم مختلفة».
وفي تغريدة نشرتها الشرطة على حسابها الرسمي في تويتر، عبرت عن أسفها قائلة: «من المؤسف أن 19 من أفراد شرطتنا قد أصيبوا أثناء مواجهتهم لحشود غاضبة. هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق».
كما انتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من مشجعي إنجلترا وهم يعتدون بوحشية على مشجعين إيطاليين عقب انتهاء المباراة.
وفي المقابل، أعربت شرطة العاصمة عن شكرها وتقديرها لـ «عشرات الآلاف من المشجعين الذين تحلوا بروح رياضية عالية وتصرفوا بمسؤولية».
وأشارت العديد من التقارير الصحفية الإنجليزية إلى أن أعدادًا كبيرة من مشجعي كرة القدم الذين لم يحصلوا على تذاكر دخول، قاموا باقتحام الحواجز الأمنية في محاولة يائسة لدخول ملعب ويمبلي لمتابعة مجريات المباراة الحاسمة بين إنجلترا وإيطاليا.
وذكرت التقارير أن «المئات تمكنوا من تجاوز الحراس قبل الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد تمكنهم من الدخول إلى أرض الملعب نفسها». في حين ذكرت شبكة «سكاي سبورتس» أن ما يقرب من 100 مشجع قد أقدموا على هذا الفعل.
تجدر الإشارة إلى أن مدرب المنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، قد اتخذ قرارًا بإشراك اللاعبين راشفورد وسانشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، وذلك بهدف أساسي وهو تنفيذ ركلات الترجيح، معتمدًا أيضًا على اللاعب البديل الآخر ساكا.
لكن لسوء الحظ، أخفق اللاعبون الثلاثة ذوي البشرة السمراء في تسجيل ركلاتهم، الأمر الذي عرضهم لوابل من الإساءات العنصرية البغيضة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
وفي بيان رسمي نشره الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على تويتر، أعرب عن «اشمئزازه الشديد إزاء تعرض بعض أعضاء فريقنا الذين بذلوا قصارى جهدهم من أجل القميص هذا الصيف، لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد المباراة»، مؤكدًا «نحن نقف بكل قوة وثبات بجانب لاعبينا وندعمهم قلباً وقالباً».
كما أضاف في بيان منفصل أن «الاتحاد الإنجليزي يدين بأقوى العبارات جميع أشكال التمييز والعنصرية التي صدرت عبر الإنترنت واستهدفت بعض لاعبي إنجلترا على وسائل التواصل الاجتماعي».
وشدد على أنه «لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحًا بأن أي شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز والتنديد غير مرحب به على الإطلاق في متابعة الفريق».
وأفادت شرطة لندن بأنها تقوم حاليًا بالتحقيق في المنشورات «المسيئة والعنصرية»، موضحة في تغريدة على تويتر أنها «على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، الموجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي كأس أوروبا 2020».
واختتمت الشرطة بيانها بالتأكيد على أن «هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقاً ولن يتم التسامح معها بأي شكل من الأشكال، وسيتم التحقيق فيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
وكان لاعبو المنتخب الإنجليزي قد اتخذوا موقفًا حازمًا وقويًا ضد العنصرية في البطولة قبل انطلاق المباريات، بما في ذلك «نهائي الأحد».
